إلمامة بتاريخ المسجد النبوي الشريف
يقع المسجد النبوي في الجهة الشرقية من المدينة أسسه النبي صلى الله عليه وسلم على قطعة أرض طولها (35) خمسة وثلاثون مترا وعرضها ثلاثون مترا فمساحته (1050) ألف وخمسون مترا مربعا .
جعل أساسه الحجارة وبنى الجدار باللبن (الطوب الذي لم يحرق) وجعل عمده جذوع النخل وسقفه بالجريد ، ثم زيدت فيه زيادات .
(1)
ففي سنة سبع من الهجرة بعد خيبر زاد النبي صلى الله عليه وسلم فيه من الشرق والغرب ، والشمال 1540 مترا فصارت مساحته 2500 متر ، وصار المسجد مربعا ، طول كل ضلع خمسون مترا .
(2)
وفي سنة 17 هـ زاد عمر في المسجد من الجنوب نحو خمسة أمتار من الشمال خمسة عشر مترا ومن الغرب عشرة أمتار فصار طوله 70 مترا في عرض 60 ، وصارت المساحة - 4200 - أي فدان بالمصري ، وبناه عمر باللبن والجريد ، وجعل عمده من الخشب .
(3)
وفي سنة 39 هـ حدد عثمان بن عفان رضي الله عنه بناء المسجد وزاد فيه رواقا من الشمال والغرب والجنوب مساحته 496 مترا وبناه بالحجارة المنقوشة والجص وجعل عمده من حجارة منقورة أدخل فيها عمد الحديد وصب فيها الرصاص ، وسقفه بالساج .
(4)
وفي سنة ثمان وثمانين أمر الوليد بن عبد الملك عمر بن عبد العزيز أمير المدينة أن يجدد المسجد فجدده وأدخل فيه حجر أمهات المؤمنين ، وزاد فيه من الشرق والغرب والشمـال 2369 مترا وبناه بالحجارة والقصة (الجص) وجعل عمده من حجارة حشوها عمد الحديد والرصاص .
(5)
وفي سنة 161 هـ زاد المهدي العباسي في المسجد من الشمال 2450 مترا وفرغ منها سنة 165 هـ .
(6)
وفي سنة 879 هـ أجرى الملك قايتباي عمارة هامة بالمسجد شملت بعض أسقفه وعمده وجدرانه ومآذنه وزاد فيه 120 مترا بالجهة الجنوبية الشرقية .
(7)
وفي ليلة 13 من رمضان 886 هـ أبرقت السماء وأرعدت رعدا شديدا ، وانقضت صاعقة على المئذنة الكبرى قضت على رئيس المؤذنين الذي كان يترنم عليها ، وانتقلت إلى سقف المسجد فالتهمته وهدمت جدره وتداعى أكثر عمده ، فأرسل الأشرف قايتباي الأمير سنقر الجمالي إلى المدينة لعمارة المسجد ومعه الصناع والآلات اللازمة فعمروا المسجد على أتم وجه وزادوا في عرضه من الجهة الشرقية 1672 مترا مربعا . وقد أنفق الملك قايتباي . على هذه العمارة ما يقرب من 60.000 جنيه مصرى .
(
وفي سنة 980 هـ عمره السلطان سليم الثاني وبنى محرابا غربي المنبر النبوي على حد المسجد الأصلي من الجهة القبلية .
(9)
وفي سنة 1265 هـ أمر السلطان عبد المجيد بن مراد العثماني بعبارة المسجد عمارة شاملة تناولته كله خلا المقصورة وبعض جدر محكمة الأساس وغيرت الأعمدة القديمة بأعمدة أجود ووسعت الأروقة الشمالية والشرقية فجعلت رواقين بدل ثلاثة ، وجعلت الغربية ثلاثة أروقة بدل أربعة ، وزاد المعمرون رواقين في الجهة القبلية مما يلي صحن المسجد ، وزيدت أشياء أخرى وتم التعمير سنة 1277 في اثنتي عشرة سنة وقد بلغت النفقات 750.000 جنيه مجيدي وبهذه الزيادة صارت مساحة المسجد أربعة أفدنة 12.600 متر مربع .
(10)
وفي يوم الجمعة 11 رمضان سنة 1370 هـ 15 يونيو سنة 1950 م أصدر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أمرا بعمارة المسجد النبوي عمارة شاملة وتوسعته توسعة كاملة ، وبدئ في التنفيذ في 10 يوليو سنة 1951 فهدمت الدور المحيطة بالمسجد بعد انتزاع ملكيتها بثمن قدره 115.000 جنيها ذهبيا ، ووضع حجر الأساس في ربيع الأول سنة 1372 هـ نوفمبرسنة 1952 واحتفل بتمام العمل فيه في مساء 6 من ربيع الأول سنة 1375 هـ 22 من أكتوبر سنة 1955 م وقد بلغت النفقات (50) خمسين مليونا من الريال السعودي وتساوي خمسة ملايين من الجنيه المصري ، وبهذه العمارة والزيادة التي أدخلت في المسجد صارت مساحته 18624 مترا مربعا أي ما يساوي أربعة أفدنة وعشرة قراريط وعشرة أسهم .
وصارت البواكي الشمالية خمسا وكل من الشرقية والوسطى والغربية ثلاثا ، وأبواب المسجد عشرة وهي :
(1)
باب السلام في الجنوب الغربي .
(2)
باب الصديق في شماله .
(3)
باب الرحمة في ثلث الجدار الغربي .
(4)
باب سعود في شماله .
(5)
باب عمر بن الخطاب بالشمال الغربي .
(6)
باب عبد المجيد شرقية .
(7)
باب عثمان بن عفان في الشمال الشرقي .
(
باب عبد العزيز في الشرق .
(9)
باب النساء في ثلث الجدار الشرقي .
وفي المسجد خمسة محاريب هي :
(1) محراب الرسول بالروضة إلى يسار المنبر ، وهو محدث في أيام عمر بن عبد العزيز .
(2) محراب عثمان في حائط المسجد القبلي .
(3) المحراب السليمي (نسبة لسليم الثاني).
(4) محراب التهجد وهو خلف منزل علي شمال حجرة السيدة فاطمة خارج المقصورة.
(5) المحراب المجيدي شمال دكة الأغوات .
والله ولي التوفيق