منذ حدثني ( سعيد ) عن قصته ... واسمه ورسمه لا يغادر فكري عند اقتراب موعد الصلاة ... أتذكره ، وأتذكره كلماته عند أذان المؤذن ، وعند المشي إلى الصلاة ، وعند النوم والاستعداد لصلاة الفجر !!... كلماته لاتزال في أذني ... حرصه ومبادرته لازالت تؤنبني ... وتوبخني ... لماذا لا أكون مثله ؟!.
يوم الثلاثاء الماضي 6 / 3 / 1430هـ ... ذهبت إليه مرة أخرى ... لأكمل بقية التحقيق
وأسأله عن حاله مع صلاة الجمعة ، وتدبره للقرآن ... فحرصت على التبكير إلى مسجده ، فدخلت بعد المؤذن فوجدته في المسجد كالعادة !!. ( ماشاء الله ) .
أمسكت به بعد الصلاة ، وتحادثنا عند العتبة إياها ...
.
قلت له - بعد تمهيد - : كيف أنت مع صلاة الجمعة ، ومتى تذهب إليها ؟.
قال : أذهب إلى صلاة الجمعة الساعة ( 9.45 ) دقيقة تقريبا !!... والحمدلله .
قلت له : كيف ؟!.
قال : أستعد للصلاة من الساعة ( 9 ) تقريبا ... ثم أذهب إلى الجامع من الساعة ( 9.30 ) إلى ( 9.45 ) ... أهم شيء أكون في المسجد قبل الساعة ( 10 ) .
قلت له : والأهل ، هل يقولون شيئا ؟!.
قال : نعم ؛ يقولون لماذا تذهب الآن ؟ ... لازال الوقت مبكرا !! ... لكن كما قلت لك : حددت الوقت والتزمت بما عاهدت نفسي عليه .
قلت : هل هناك أحد غيرك ؟.
قال : نعم يأتي بعدي رجلان ... قبل الساعة ( 10.30 ) .
قلت له : كم تقرأ ؟.
قال : أقرأ ( 3 ) إلى ( 4 ) أجزاء ... ولله الحمد .
قلت له : ألا يأتيك الشيطان ، ويقول لك : لماذا تبكر ؟!.
فتبسم وقال : إن أتاني الشيطان ... قدّمتُ الوقت إرغاما له ... حتى أني أذهب أحيانا الساعة ( 9 ) ... أي قبل الوقت الذي حددته ... " وقال لي قاعدة جميلة بهذا الخصوص ... سأذكرها في وقتها بإذن الله" .
بعد هذا اللقاء ... قلت لنفسي ... ولم أقل له : ( مالت على حالنا ... أصلح الله حالنا ) .
"